الكلمة بين الهدم والبناء قال أمير البيان البشير الابراهيمي
بقلم: مداني حديبي-
إذا لزم النقد فلا يكون الباعث عليه الحقد.. ولكن موجها إلى الآراء بالتمحيص.. لا إلى الأشخاص بالتنقيص..
الأدب عنوان الطريق وثمرة العلم والتعبد..
ففرق كبير بين الصراحة والوقاحة..
وبين النقد الايجابي البناء والنقد الجارح الهدام..
وبين النصيحة والفضيحة..
وفرق بين قذف الشخص ونقد الخطأ..
فيمكنك التصويب والمراجعة والمناصحة وأنت في غاية الاتزان والرزانة فتكسب القلوب وتنساب في أعماق الأرواح…
فكم من كلمة جارحة عابسة نسفت أسرة و اربكت صفا ودفنت ابداعا واشعلت حربا ونشرت رعبا وهدمت مشاريع وشتت مجتمعا ..
وكم من كلمة حكيمة باسمة سقت حبا وصنعت مجدا وجمعت شتاتا..
وكم من محام فاشل صاحب قضية حق، يقدمها بأسلوب المنفعل المتسرع.. ويبالغ في الشتم والتجريح..فيفقد توازنه وتضعف حجته وينهار..
وكم من حكيم رزين جعل من لسانه وبيانه مفتاحا للخير مغلاقا للشر..يجذب ويأسر ويسحر..
وتابع أي حلقة نقاش بين من يدافع عن قضية عادلة ومن يدافع عن قضية باطلة..فإذا وجدت صاحب الحق شتاما لعانا غضوبا وصاحب الباطل ..ولو كان ملحدا ..
هادئا رزنا مبتسما..فستعلم كم من القضايا الحق ضاعت وتشوهت بسبب أهل الإنفعال الذين يهاجمون الشخص بعنف وحدة وشدة..
ويحولون القضايا الكبرى إلى حلبة ملاكمة وصراع الديكة ..
فقد ابتليت الأمة بصنفين:
الأول مداهن متميع ساكت عن الحق شيطان أخرس…
والثاني شتام لعان هدام..والمؤمن ليس بالطعان ولا اللعان ولا الجبان..
الخلاصة:
– انصح وانتقد وقل كلمة الحق بلا مداهنة ولا تميع لكن بأسلوب واضح جذاب..وجادلهم بالتي هي أحسن.
– تتشوه الفكرة وتقزم وتستبشع إن كان حاملها سليط اللسان وقح الكلام يرفع صوته رعونة وإيذاء.. لأنه ضعيف الحجة سريع الانفعال..
-تجنب في حوارك وتعليقك الفيسبوكي وكتاباتك كل لفظ يجرح وكل كلمة تقدح..وكن صاحب ذوق تنتقي وتختار..
وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم..