الخط الحضاري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بيـن التكيف الذاتي وضرورة التحيين
بقلم: شايب ذراع عبد القادر -
إن المتتبع للظروف التي نشأت فيها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يدرك جيدا وبما لا يدع مجالا للشك أن مجرد تأسيسها والمحافظة عليها في تلك الظروف كان تحديا يستحق أن يؤرخ له بماء الذهب...
ومن جهة أخرى يلاحظ جليا الخط الحضاري الإصلاحي التربوي الذي تبنته من الأيام الأولى لميلادها والذي يمثل في حد ذاته طفرة في الفكر الإصلاحي سواء على المستوى الوطني أو العالمي، ومن هذا المنطلق ومع الأخذ بعين الاعتبار التغيرات التي طرأت على المجتمع الجزائري عبر الأزمنة والعصور نهاية بحقبة ما بعد الاستعمار والتي كانت تمثل في حد ذاتها تحديا حضاريا وإصلاحيا وتنمويا فإن بقاء الجمعية وفية لخطها الحضاري ببصمتها الباديسية جعلها تستحق لقب أم الجمعيات بلا منازع وإيمانا منا بأن العملية الإصلاحية هي عملية معقدة تتداخل فيها الكثير من العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية فإننا نرى ضرورة المراجعة الدورية لكل مكوناتها سواء على مستوى الأداء أو مستوى الميكانيزمات والآليات التي تضبط عمل المؤسسات الموكل لها هذا الأداء لأن تحديات وأهداف العمل في الثلاثينات تختلف عن مثيلاتها في الستينات أو الثمانينات أو ما بعد الألفية الثانية.
في صلب هذا الموضوع ومن خلال مناقشاتنا مع الكثير من إطارات ونخب الجمعية والمحبين لها والداعمين لنهجها لكونهم يعتبرونها حارسة قيم الشعب الجزائري بدون منازع، استخلصت مجموعة من الملاحظات التي أراها ضرورية للطرح والمناقشة والإثراء بما يحقق ديناميكية فكرية وعلمية عملية على مستوى هياكل الجمعية بصفة خاصة وعلى المستوى الوطني والمجتمع المدني بصفة عامة وألخص هذه الملاحظات على شكل مقترحات لجعلها أرضية مناقشة لمشروع حضاري جزائري أرى أن أم الجمعيات جديرة وقادرة على قيادته لما تتمتع به من إمكانات هيكلية ومعرفية ضرورية لمثل هذه المشاريع:
خلق فضاءات متخصصة…مثلا… في الجانب العلمي التقني يكون على شكل (المنتدى العلمي الجزائري) أو (المنتدى الجزائري للعلوم) أو (الأكاديمية الجزائرية للعلوم) أو (أكاديمية جمعية العلماء المسلمين الجزائريين للعلوم) تكون مهمته إثراء الساحة العلمية الوطنية بما تتطلبه تحديات العصر ويمكن تلخيص بعض مهامه فيما يلي:
*- القيام بمؤتمرات علمية متخصصة بمقاييس وطنية ودولية تراعى فيها القضايا الراهنة.
*- إحداث دوريات ومجلات علمية تنتقى فيها المشاركات التي تفيد الطلبة والباحثين في شتى المجالات.
*- خلق النوادي العلمية على المستوى القاعدي وتأطيرها بما يتماشى مع تحديات العصر.
*- الإسهام في تأطير الساحة الوطنية العلمية خاصة عندما يتعلق الأمر بجوائح ونكبات.
مثل الفيضانات.. الزلازل.. الأوبئة…الخ
*- تمثيل الجزائر من خلال الجمعية في المؤتمرات العلمية الدولية المتخصصة.