المرأة عند أحمد رضا حوحو “غادة أم القرى” نموذجاً
بقلم: د. محمد بن عبد الله العوين-
من نعمة الله على الديار المقدسة احتضانها من هفت قلوبهم إليها، فسكن وجاور في مكة والمدينة علماء وباحثون وفقهاء وأدباء أفادوا واستفادوا، وشاركوا في النهضة الفكرية والأدبية، واستقر بعضهم وطابت له الحياة فأصبح فيما بعد مواطناً كامل المواطنة، وعاد بعضهم إلى دياره بعد سنوات من الطلب والدرس، والتعلم والعمل.
ومن هؤلاء الذين أقاموا بين أفياء المدينة المنورة ومكة المكرمة الأديب الجزائري النابه أحمد رضا حوحو(1) فقد أقام فيها أثني عشر عاماً بدءاً من عام 1934م الموافق 1354هـ إلى عام 1946م الموافق 1366هـ، وعاد إلى موطنه بدوافع قاسية معيشية فيما يبدو، ذلك أن مصادر الرزق في الحجاز قد شحت إلى مرحلة الفاقة والفقر في السنوات الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، وقد وصف هذه الحالة الصعبة الكاتب محمد حسن فقي في مقالته التي عنونها ب "ذكرى عام 1350ه السيئة"(2) ووقعها ب "أنا" وردع عليه كتاب كثيرون ينكرون عليه شتيمته الدهر، ومنهم حمد الجاسر بمقالته "قل الحق لو كان مراً"(3).
لقد كانت سنوات الحربين وما بينهما شديدة القسوة على الحجاز، فقد قل المستورد، وشحت الأرزاق، وتوقف بعض الصحف عن الصدور لندرة الورق، ولأجل هذا تنقل حوحو بين الوظائف سعياً إلى لقمة عيش كريمة فقد عمل في مجلة "المنهل" سكرتيراً للتحرير فيها، مع كونه مدرساً في مدرسة العلوم الشرعية في المدينة في عهد مؤسسها السيد أحمد الفيضي آبادي، وهي المدرسة التي تخرج فيها حوحو أيضاً وذلك يدل على نباهته وفطنته ونبوغه.
ولإجادته اللغتين الفرنسية والإنجليزية عمل مترجماً بمديرية البرق والهاتف في مكة المكرمة بعد أن ضاقت به المعيشة في المدينة على إثر اندلاع الحرب العالمية الثانية.
لذا فإن هذا التفسير هو الوحيد لعودته إلى الجزائر عام 1946م 1366هـ عله يجد له مخرجاً من أزمته المعيشية بدليل أنه كتب إلى عبد القدوس الأنصاري عام 1955م 1375هـ يبلغه بعزمه على العودة نهائياً إلى الحجاز هو وأسرته، لأنه ربما لم يجد الحال أحسن في الجزائر منها في الحجاز. ولكن القدر السيئ أوقعه في يد الفرنسيين من شخصيات جزائرية أخرى على إثر غتيال مفوض البوليس الفرنسي (سان مارشلي) في 1956/3/29م الموافق 1376هـ وعمره أربعة وأربعون عاماً.
ريادته الفكرية
على الرغم من تعلق حوحو بالأدب واتخاذه له صنعة ومهنة إلا أنه يقسو على نفسه ويريد منها ألا تلجأ إلى هذه الصنعة البائرة التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فقد استشف برؤيته الحسية الثاقبة ومن قراءاته في الثقافة الفرنسية ومن معاناته المعيشية الحادة أن العلوم النظرية ومنها الأدب بكل صنوفه لن يكون لها شأن في المستقبل القريب، فكتب قصته التي تبشر بما سيكون عليه العالم عام 2072م الموافق 1495ه أي بعد مائة وثلاثين عاماً من كتابته قصته: الأديب الأخير(4) التي صور فيها انصراف الناس عن الأدب واهتمامهم بالعلوم التطبيقية حتى إنه نشر قصيدته على شكل إعلام مدفوع الأجر. وصور الأديب في حال رثة وفقر لا يخفى على الناظر إليه. ويكمل هذه الصورة البائسة للأديب بقصته الثانية التي يرسم فيها نهاية بطله "إبراهيم" في قصته "الكفاح الأخير"(5) حيث جعله ينهزم أمام المجتمع المادي ويشتغل كناساً في فندق!.
إن عبقرية حوحو تتجلى في نتائج هذه الرؤية التي تؤكد حدسه ولم يمض بعد على استشرافه سوى نصف المسافة الزمنية أي سعبين عاماً فقط فكيف إذا أكملنا، النصف الثاني ماذا سيغدو الأدب ويغدو الأدباء؟!
إن هذه الفكرة لم تلق القبول المطلق على كل حال قد عارضها وبشدة قاص آخر يكتب في المجلة نفسها هو "محمد عالم الأفغاني" وذهب إلى أن الأدب والعلم جناحان يحلقان بالإنسان إلى القمر في قصته "طائران إلى القمر" ورحبت المجلة بهذا السجال الجميل واعتبرت أن المناظرة بين الأديبين في قضية إفلاس الأديب ستثري المجلة بمزيد من الأفكار النافعة لتطور المجتمع. لا شك أن المفكر الذي يقدح ذهنه برؤى استشرافية كهذه جدير به الدعوة إلى تجاوز معوقات النهوض وكشف أوضار المجتمع وقيادة أهله ومواطنيه إلى زمن قادم آخر أكثر تحرراً من عبودية العادات والتقاليد الموروثة، وهيمنة الجهل، وسيادة الخرافة والشعوذة، وهذا ما يمكن أن ندون من خلاله فكر حوحو الطليعي وتنوره المبكر وتجاوزه محيطه المجتمعي الضيق سواء في الحجاز أو في الجزائر إلى فضاء ثقافة إنسانية عالمية رحبة متسامحة ومحبة ومحفزة على الحياة النابضة بالمعنى ذي القيمة العلامية.
ولعل الدافع الجهادي هو ما حثه على الالتحاق بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين بعد عودته من الحجاز، وفي حالة الدفاع عن الوطن تلتقي الأفكار وتقارب الرؤى لأن الهدف واحد والمصير واحد أيضاً.
غادة أم القرى: التقاليد = الموت
قبل أن نقف على تكوين رواية حوحو الوحيدة المبكرة وربما هي الرواية الأولى في شبه الجزيرة العربية، وفي الجزائر أيضاً لا بد من الإشارة إلى أن يأس الكاتب من تجاوز سيادة التقاليد الاجتماعية الموروثة قد أخضع بطلته زكية وبطله جميل للمصير الذي يتفق كنتيجة مع هذه الهيمنة وهو الموت والفقدات كاحتجاج صارخ وكصوت إنساني مؤلم يسعى من خلال هذه المصاير السوداء إلى استنطاق الواقع المصاب بخلل فادح في بنيته الفكرية والأخلاقية وإعادة بنائه من جديد وفق تصور قيمتي: الفضيلة والتقدم في خطين متجاورين. لقد نشر أحمد سباعي روايتين الأولى "فكرة" داخل الجزيرة العربية عام 1367هـ في الوقت الذي نشر فيه حوحو روايتين خارج الجزيرة في تونس، بعد أن أعيته الحيلة وعجز عن نشرها في الداخل، فقد أبى عبدالقدوس الأنصاري صاحب المنهل نشرها منجمة كما فعل في وقت سابق بقصته "ابن البحيرة" عام 1357هـ. لقد خشي الأنصاري من غضب العامة كما خشي ذلك صحفيو الجزائر فذهب حوحو بعيداً باحثاً عن دار نشر خارج بيئتي الحجاز والجزائر في السنة التي انتقل منها إلى بلده بعد صبر خمس سنوات من كتابتها وصمتها بين أوراقه، وقد أشار إلى هذا الدكتور عبدالله ركيبي مساوياً في التذكر والسخط بين البيئتين. وبموازنة الشخصيتين الرئسيتين في "فكره" للسباعي و"غادة أم القرى" لحوحو نجد القوة والصمود والتفاؤل والحجة والصلابة والتحدي عند بطلة السباعي والضعف والاستسلام وعدم المقدرة على تحمل الصدمة عند بطلة حوحو. ربما لأن الكاتبين ينزعان من رؤيتين مختلفتين، فقد كان أحمد سباعي متوثباً مواجهاً حاملاً راية الإصلاح بعنف غير مجامل ولا وجل، وهو ابن البيئة سيغالبها وتغالبه، أما حوحو فلا يمكن أن نتناسى أنه لم يوطن نفسه بأنه ابن هذه البيئة فهو يداريها ويجاريها ويخشى غضب أهلها ويلامس ما يعتقد أنه يوجعهم برفق وبإشارات ذكية وبعبارات ترضيه ولا تغضبهم، يكشف من خلالها فكره ويؤكد أيضاً على ما يجمعه مع الحجازيين من قيم المحافظة على الدين.
ملخص الرواية
في رواية "غادة أم القرى" لأحمد رضا حوحو تتجلى شخصية المرأة المضطهدة متمثلة في الفتاة "زكية" بطلة الرواية، وفي أم جميل التي تقطعت بها الأسباب، فضعفت حيلتها، ولم تجد مخرجاً لانقاذ ابنها من غياهب السجن، ومن التهمة التي ألحقت به، ذلك أن قصة حب عاصفة نشأت بين "زكية" و"جميل" وهما من أبناء مكة المكرمة، فلا تتمكن من الزواج به، بسبب غلبة التقاليد أولاً، ووشاية "رؤوف سعد" لطمعه فيها لابنه، وهو رجل خبيث ذو جاه ومال، فألحق تهمة السكر والاعتداء بجميل، وأشهد على فعلته شاهدين من أتباعه، شهدا زوراً، فأصيبت "زكية" بصدمة عصبية عنيفة أدت بها إلى الجنون.. ثم ماتت على إثر ذلك ومات جميل جزعاً في سجنه.
والرواية تتعمد إثارة التساؤل حول سيطرة التقاليد وغلبتها، فلا تتمكن الفتاة من رؤية خطيبها، ولا محادثته، ولا الرد على الرجال إلا تصفيقاً باليد - على عادة أهل البلاد وكما يذكر الكاتب، وإعلان حبها، أو ذكر اسم حبيبها، ثم الإشارة إلى إقٍبال عامة الناس على السحر والشعوذة بحثاً عن العلاج حين ادلهمت الخطوب على زكية وأصيبت بالانهيار فذهب أهلها ومن حولها إلى أنها اصيبت بمس من الجان" وأصبحت لا تشتكي من شيء بقدر ماتشتكي من هذه العقاقير والرقي والتعاويذ والبخور التي يرهقونها بها، فمنذ أصيبت زكية أصبحت دار سليمان خليل ميداناً واسعاً للدجالين والسحرة، ضمن قائل: إنها مسحورة، ومن مؤكد أن ما بها هو مس جن، ولم تجد التمائم العديدة ولا الذبائح الكثيرة لولائم الجن وملوكهم، وماذا عسى أن يفعل ملك الجن الضعيف أمام سلطان الحب الجبار".
ولكن البطلة "زكية" لا تنجو من توترها النفسي الذي وقعت فيه وأدى بها إلى شيء قاس من الخيال - كما أشار الكاتب - بل إنها تهلك بمعضلتها تلك، ولا تنجو كما تعودنا في الروايات السابقة حين يأتي البطل الحبيب المختفي فينقذ الحبيبة المأزومة، وتنفرج الأحداث بنهاية سعيدة، كما حدث في رواية "سمراء الحجازية" لعبد السلام هاشم حافظ، حين رأي الأهل ضرورة زواج سمراء بعادل انقاذاً لها، أو زواج زكية بمحسن في رواية "لا تقل وداعاً" لسيف الدين عاشور.. فلماذا لم يجعل حوحو من البطل (جميل) الذي لم يأخذ بعداً عميقاً في الرواية منقذاً؟ ولماذا تأتي النهايات في مجملها لشخصيات الرواية غير سارة، فيسجن البطل طويلاً ولا يخرج إلا على خبر وفاة حبيبته؟! وهي وإن انتصرت للخير وألقت برؤوف سعد في السجن في الصفحة الأخيرة من الرواية إلا أن مشهد الظلم والخيبة وعدم نوال الحظ وإسعاده وسيادة المكر والخبث والخديعة جعل الرواية أبعد عن التفاؤل، وأقرب إلى تصوير المجتمع المكي الذي تحدثت عنه بأنه مكبل بقسوة المرابي رؤوف سعد ومكره، وقسوة التقاليد وتجبرها على قلب الفتاة اليانعة التي لم تنل حظاً من التعليم، واستسلام "لمصيرها المقيد بحكم المجتمع وشهوته للمال وانصياعه إلى ما توحي به العادة، وربما جاءت سلبيتها هذه من جهلها وعدم تعلمها، وبراءتها الشديدة، وفشلها في المشاركة الاجتماعية، والإسهام مع أسرتها بالرأي في قضاياهم بعامة، وقد تكون حالة الهستريا التي أصابتها بعد فجيعتها في جميل بعد أن اطمأنت إلى قرب الاقتران به تعبيراً نفسياً وحيداً عن الرفض، رفض انصياع المجتمع وتقبله للموروث من العادات دون تفكير أو تعليل أو دراسة، ورفض ما هي عليه من جهل وإظلام وبعد عن القراءة والكتابة والتعبير عن رأيها ورؤيتها حول ما يمس شخصيتها على الأخص من قرارات تتخذها أسرتها دون أن تنبس ببنت شفة، فكانت المظاهر العصبية وفقدان العقل خير ما يعبر عن كل هذه السوءات والتردي، وبما أن العالم من حولها ليس عاقلاً، فلماذا تحتفظ بعقلها دون أن يحترمه ويفيد منه من حوله؟ فالأولى والأمر كذلك أن يذهب هذا العقل المقيد مع العقل الاجتماعي المكبل هو الآخر بأغلال متعددة من الضغينة والتسلط والمكر والشره والخنوع للسائد من التقاليد. وإذا كنا نلوم حوحو على ضعف بطلته أمام بطلة فكرة للسباعي فإننا أيضاً نعاتبه على إسرافه في تصوير البيئة الحجازية بالسوء المطلق، سوى ما بدا من إنقاذ لأسرة سليمان خليل من الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - حين اشتكت إليه أم جميل في وسط الطريق وأوقفت مسيره، والكاتب هنا يصف مشهداً رآه في الواقع مرات عديدة. ونلتمس له عذراً في غايته الشريفة التي يرمي إليها بانزاله أكبر قدر من الألم في نفوس قارئيه حين يطوق الظلم جوانب الحياة، وتطبق المأساة على الشخصيات على خلاف ابن مكة حمزة بوقري في "سقيفة الصفا" الذي كان معتدلاً في أحكامه مصوراً واقع الحياة في مكة كما كان بين سيادتي الجهل والشعودة في شخصيته الأم والوعي في حده الأدنى عند الأب، وكذلك الأمر عند حامد دمنهوري ابن مكة أيضاً في "ثمن التضحية" في شخصية الأم الجاهلة، والابنة التي لم ترض طموح الابن أحمد فيعرض عن ابنة عمه "فاطمة" لجهلها ويتعلق ب "فايزة" المصرية لتعلمها. وبموازنة يسيرة بين الصورة التي رسمها حوحو للحياة الاجتماعية في مكة والصورة التي رسمها حمزة بوقري نجد الفارق بين الصورتين في حرارة المعالجة الفنية المدفوعة بالغرض الإًصلاحي الحاد عند الأول، وبالتمكن من أدوات فن "الرواية" أي الرواية السيرية أو السيرة الروائية عند الثاني ساعياً إلى التوفيق والوصف والتدوين أكثر من سعيه إلى إصلاح خلل اجتماعي ملح وظاهر. وليس بين الصورتين سوى سنوات معدودة، فقد جرت أحداث رواية "سقيفه" بعد أحداث "غادة أم القرى" بما يقرب من خمسة شر عاماً، إذ صور أحمد رضا حوحو نمطية الحياة الاجتماعية في مكة قرب منتصف القرن الرابع عشر الهجري الماضي، وحمل على رؤية المجتمع للمرأة أنذاك، تلك الرؤية التي تذهب إلى عزل المرأة، ومصادرة خيالاتها الحياتية بعامة، ثم عرض لفساد الطبائع، وخضوع النفوس لشهوة المال، واستذلال الفقير، على حين لم يذهب البوقري بعيداً في روايته، فقد توسع في نقل دقائق الحياة الاجتماعية في مكة، وقدم لنا وصفاً بارعاً للمأكل والمشرب، والتعليم، والعمل، والمعتقدات، والتدين، والخرافة، والرغبة في التمدين، والخطوبة، وتعليم المرأة، والفصل الحاد بين الجنسين، بحيث تكون "سقيفة الصفا" امتداداً متوسعاً متعمقاً في تتبع أيقاع الحياة الملكية في العقدين الخامس والسادس من القرن الهجري الماضي، ولم يحدث اختلاف كبير بين صورتي المرأة في الروايتين، فهي فيهما صامتة لا تنطق بل تصفق عند حوحو، وتومىء برأسها عند البوقري، وهي لا تشارك بل تسمع، ولاتبدي رأياً بل تتلقى، أو ترغم على قبول خيار الأهل، ولا تبادر ولكن تتمنى وتطمح، ومن حولها يقودها إلى ما يراد لها دون أن تبدي قبولاً مطلقاص أو رفضاً بيناً، لأنها ملسلوبة الإرادة، منشأة على ذلك، ولم تتعلم بعد كيف تسعى إلى إبداء رؤيتها حول ما يحيط بها أو تطمح إليه، بله أن تحاول تمزيق ما يكبلها من رؤى تقليدية مستلبة.
موقف حوحو من الرؤية:
حين شكا القاصون من هيمنة التقاليد التي تحجب الرجل عن رؤية مخطوبته لم يستطيعوا إذاعة تفاصيل شكواهم، بل كانوا يخاطبون مجتمعهم على وجل، مثلما كان الشأن في قضية تعليم المرأة، وكتابتها، وعملها، وأنواع المعارف التي يسمح لها بتلقيها ودرسها، فكان عرض قضية الرؤية استحياء، كما فعل أحمد رضا حوحو في روايته "غادة أم القرى"(9) في وقت مبكر من تاريخ شبه الجزيرة؛ حيث كتبها في مطلع الستينيات الهجرية من القرن الماضي، ولكنه كان يعني بأحداثها الأربعينات من القرن الماضي - كما يوحي بذلك زمن السرد - ثم تطور الأمر ورأى القاصون أن المواجهة ستطول مع التقاليد فاحتد الخطاب القصصي، وتماس القاصون مع التخوم الممكنة للحوار مع السائد المقلد، وانبروا في دأب لإظهار فداحة الاتباع، وإبانة شطط الدفع بالمرأة أو الرجل في شراكة غير واضحة ولا مفهومة، ولا علم لطرفيها بما تنطوي عليه من خفايا وأسرار.
إن "زكية" بطلة الرواية لا تستطيع رفع صوتها لإجابة الطارق، فكيف لها أن تراه، أو أن يراها؛ لقد تسللت نظراتها إليه من خلال خصاص النافذة الخشبية، وحين طرق "جميل" الباب لم يسمع كلاماً يفيد بالنفي أو الإيجاب، بل سمع تصفيق يدين ناعمتين؛ فلا هو بمستطيع الحديث ولا هي كذلك، و"شعرت الفتاة بوطأة الحجاب لأول مرة وأحست بعبء التقاليد ولا سيما على الفتيات"(10).
وتتذكر سنوات الطفولة اليانعة الغضة التي كانت تجمعها بجميل وغيره من الفتيان والفتيات في اللعب في فناء الدار، ثم حين نهرها أبوها بعد ذلك بسنوات لئلا تظهر أمام "جميل" ثم تم حجزها بين جدران الدار تلقنها أمها علوم الخياطة، والتطريز "أما القراءة والكتابة فلا تزالان سراً غامضاً بالنسبة إليها"(11) وجميل ليس غريباً على "زكية" فهو ابن خالتها وتنوي أسرتها قبوله زوجاً ل"زكية"؛ وحين تمت الخطوبة بعد رفض ابن الشيخ أسعد لم تتم الرؤية بين الخطيبين، وربما كان لتطور أحداث الرواية أثر في عدم حدوث ذلك على أن كاتب الرواية "حوحو" جزائري الأصل، ولا تخلو ثقافته من آثار فرنسية(12) أوقدت فيه الثورة على التقاليد، فذكر قسوة المجتمع على الفتاة حين تحب ".. ويا ويل الشقية منهن التي يطأ قلبها الحب فإنها تعيش معذبة تعيسة.. فالحب جريمة لا تغفر، وفضيحة شنيعة"(13)، وأن الفتاة لا يحسن بها أن تصرح برغبتها في الزواج(14)، وألا ترفض من اختاره لها أبوها(15)، وأن أبويها لم يتعلما، ولم يدر في خلدهما إتاحة الفرصة لا بنتهما في نيل قسط من التعليم.
وقد يكون لمرجعيته الثقافية الفرنسية تأثير في انفعاله الشديد بالواقع الاجتماعي الذي كانت أحكامه عليه قاسية، وهي قسوة محمودة حين تجيء من ابن البيئة المخلص في انتمائه لها، ولكنها تثير شيئاً من الشك والريبة حين تندفع من كاتب له انتماءاته الثقافية والبيئية المختلفة؛ بحيث أوشكت المعاني أن تختلط علينا، في سياق قراءتنا هذا النص الروائي القصير، بين المفهوم الديني النقي الذي تجب المحافظة عليه والذب عنه كمعاني الستر والحشمة وعدم الخلوة بالمرأة دون محرم، والمفاهيم التقليدية التي لا تستند على نص ديني صحيح موثق؛ مما ضربنا له أمثلة عديدة في هذه الرواية، وذهبنا إلى إظهار التأييد له في الدعوة إلى التخفف من هيمنة التقليد، وتأكيد الدعوة إلى منح المرأة حقها في الحياة وفق ما توحي به أصول التشريع.
إن البطلة هنا كما صورها الكاتب - مغلولة الكلمة، خفيضة الصوت، لا رأي لها في ما يدور حولها بشأنها، تسير في ركاب أبويها دون ممانعة، ودون إبداء رؤيتها - إن كانت تملك رؤية خاصة - في قضية الزواج؛ وهي حين أحست أنها مهددة بفقد خطيبها "جميل" عبرت عن حزنها وغضبها بفقد توازنها النفسي حتى وصلت مرحلة من الفقد الكامل للعقل؛ وهي صفة نفسية تعبيرية عن الداخل تصور فقدان المأزوم المقدرة على التعبير عن ذاته بالأدوات التي وهبها الله للإنسان (العقل والقلب واللسان)، وقد لا يمتلك الإنسان القدرة على الإفادة منها أو من بعضها، أو لا يمتلك منها ما يمكنه من التفكير السوي والشعور الناضج والإفصاح عن ذلك بأسلوب جلي، ومؤثر فيرتد هذا النقص شعوراً مكبوتاً ضاغطاً، حتى إذا لم تجد وسيلة للتعبير عن حزنها أفضى بها الأمر إلى أن تفقد توازنها النفسي فتنفجر مشتظية في صورة تعبيرية عكسية مؤذية؛ إما بشعور واهم بالألم، أو بفقدان القدرة على الوعي بالأشياء؛ تلك التي نسميها ب"الهستيريا" وهي المرحلة التي وصلت إليها "زكية" كمداً وحزناً واحتجاجاً حين مات "جميل".
ولا تخلو الرواية من اعتساف للأحداث، ومن مبالغة تراجيدية في النهايات، ومن تحكم الصدفة في رسم مصاير الشخصيات، ومن تداخل غير مقبول بين الخيال الرومانسي المفرط والواقعية المباشرة التي تهبط بالعمل القصصي إلى مستوى الحدث التاريخي المجرد.(15)
ب. الثائرة على التقاليد مطالبة بالرؤية:
"البطلة" هنا سلبية غير مؤثرة في صنع الحدث، تقابلها صورة أخرى مناقضة لها تماماً؛ تلك هي الصورة التي أوحت لنا بها "فكرة" بطلة رواية السباعي، الناقدة الثائرة على التقاليد، والمصرة على التغيير، والطامحة إلى خلاص مجتمعها من عبودية العادة إلى رحابة العقل وفسحة التأمل؛ فها هي لا تخفي نقمتها على عادة عدم الرؤية عند الزواج حين علت عن رجل من منازل الهَدى ظاهر المكانة تقدم الخطبة إحدى بنات الوادي فحاز الرضى والقبول "وعن للرجل في النهاية رأي شاذ في عاداتهم، هو أن يرتحل في جماعة من بني قومه، وينزل بهم كأضياف تعلة لمشاهدة خطيبته قبل البناء بها، فاعتبروا رأيه شططاً، واقتحاماً لا مبرر له. فما كانت ابنتهم جارية تعرض في سوق النخاسة والبيع!! وليسوا من الضعة بحيث يرى الخطيب ابنتهم قبل بنائها!)(16). فتنحو باللائمة على الاستسلام لمنطق العادة - إن كان لها منطق ولما تشرعه التقاليد - إن كان لها تشريعات - فالدين يبيح والعقل السليم ينقاد لذلك، والعرف يقول: لا، صاخبة مدوية "فنقول بقوله "لا" وننسى ديننا ونلغي عقولنا؟!"(17).
ثم لا تتوانى عن شرح غايات الدين وأهدافه السامية، وضرورة تخليص قيم المجتمع السائدة من الأوشاب التي علقت بها نتيجة غياب الفهم السليم للنص، وتوقف العمل عن الاجتهاد، وفتور النشاط الفكري، واقتصار طلبة العلم في معظم الأحيان - آنذاك - على حفظ المتون الموروثة واستظهارها وعجز كثيرين منهم عن الإضافة والابتكار، وهي ترى أن خوف الناس من العودة إلى الأصول عائد إلى عجزهم عن مواجهة سلطة العادة وقداستها الموهومة "نحن في هذه الحياة - يا صاحبي - عبيد للعرف والتقليد، ويبيح الدين شيئاً أو يوحي به فيستنكره عرفنا، فنلوي كمن مسه خبل، ونصم آذاننا كما لو كان بها وقر. جرياً وراء العرف وتقديساً للتقليد؛ ويستقبح الدين اموراً ولا يرضى عنها، فننثني وراء التقليد والعرف كأنه لا يعنينا غيرهما!!"(18). ثم تنكر على الحضر أيضاً استنكافهم عن السماح برؤية بناتهم حتى من النساء، لئلا تصلهم التهمة بعرض بناتهم في سوق النخاسة!(19).
المصاير المأساوية:
يعمد الكُتَّاب الرومانسيون إلى إلهاب المشاعر بوضع النهايات السوداء ختاماً للعمل القصصي لاستدرار مزيد من العطف وإحداث مزيد من الهجاء للقيم السلبية التي أوصلت الشخوص إلى هذا المستوى المؤسي من العذابات النفسية والفراق والحرمان جرياً على سنن القصص الرومانسي لكن في مبالغة وافتعال؛ إذ تسيطر المصادفة على وقوع الأحداث فترسم ما يريده الكاتب من غايات إصلاحية، إنه لون من القصص الغرائبي الذي يغيب العقل أو جزءاً منه لعدم التفكير في كيفية اتفاق تلك المصادفات كلقاء "فكرة" ب"سالم" عند السباعي في مكة إبان الحج، ثم حدوث مصادفة تشويقية وهي اكتشاف أنهما أخوان، ومصادفة موت الحبيبين "جميل" و"زكية" في وقت واحد حين اشتدت بهما مأساة الفراق والبعد والاتهام في "غادة أم القرى" لأحمد رضا حوحو.
وذلك شأن القصة في بداياتها تقفز حاجز العقل وتسرف في رسم المصاير، وافتعال الأحداث، وتسخير الأقدار لخدمة الغاية الإصلاحية سواء كان ذلك بمزيد من الإيلام والتعذيب أو انفراج الأمور في ختام الحدث المتصاعد، أي لحظات التنوير المفرحة أو المؤسية؛ وكأننا غير بعيدين عن بدايات الرواية العربية، حين كتب جورجي زيدان روايات تاريخ الإسلام وأسرف في افتعال التشويق وحبك المواقف الدرامية المثيرة الداعية إلى الشفقة والخوف على الحبيبين في عجائبية لا تخلو من سذاجة حيناً ومن مقدرة فنية على بناء دراما الحدث القصصي أيضاً.
إن مبلغ الصدق الفني يكمن في البراعة المتفوقة في المقدرة على الإيهام، وتصديق ذلك الإيهام الذي يكونه الفنان في وجدان متلقيه بأن الأحداث والأفكار والشخصيات هي أقرب إلى الحقيقة من الخيال، وهي شيء آخر منفصل عن القاص، ولا صلة له به؛ فدوره بعيد ومخفٍي وغير بين؛ ومتى ما تجلى هذا الدور، وانكشفت ذات القاص وغلبت ذوات شخوصه تداعى بناء السرد، وأصبحنا نقرأ القاص نفسه في حديث عن ذاته؛ أكثر من كوننا نقرأ ذواتاً أخرى، وأحداثاً أخرى لا صلة لها بالقاص، ولا للقاص بها، وهي سمة من سمات البدايات الفنية للرواية، وتتجلى في الأعمال الأولى: مثل: البعث لمحمد علي مغربي، وفكرة لأحمد السباعي، وأمي لعبدالله عبدالجبار، وغادة أم القرى لأحمد رضا حوحو؛ والشخصيات النسائية في البعث (كيتي) و(آسيا) وفكرة للسباعي، و(الأم) عند عبدالجبار، و(زكية) عند حوحو، وهي ليست إلا أدوات ووسائل يفضي من خلالها بكثير من أفكار القاصين؛ بعد أن عجزوا عن التصوير العميق لشخصياتهم تصويراً يبعد بالمعبر عن الشخصية والفكرة، ويمنحه المقدرة على استدرار ذوات الشخوص وإجلائها، ونثر مكوناتها، وتصويرها كما هي، لا كما يريد.
ونحن نعلم أن الرواية العاطفية نص قابل للتصعيد النفسي، والتصعيد فيها يسير في اتجاه يبدو أكثر قوة ويسراً من التصعيد الفكري الذي تصدت له بطلات كثيرات.
ولذلك صادف شيئاً من النجاح الفني أولئك الذين أخلصوا الرواية للبعد العاطفي، وألهبوا الصراع بشقيه الداخلي والخارجي بمزيد من إيقاع البطلة في إشكال من الواقع؛ حتى إذا أوشك اليأس على أن يكون ختام المشهد جاءت النتائج على خلاف التوقع مفرحة مبهجة، ومن هذا صراع "زكية" عند أحمد رضا حوحو، وصراع "سمراء" عند عبدالسلام هاشم حافظ في روايته سمراء الحجازية، وصراع "زكية" عند سيف الدين عاشور في رواية لا تقل وداعاً، وصراع "شروق" عند سميرة بنت الجزيرة في بريق عينيك - مع ملاحظة اختلاف النهايات في كل هذه الصراعات، وهذا ما لم ينجح فيه السباعي؛ إذ جعل بين بطلته وبين الحب حجاباً منيعاً؛ فتعالت على عاطفتها في الرجل، وظهرت في صورة من يدعو إلى تقميئه وتخطيئه، والنفور منه، على غير طبع المرأة التواقة - في العادة - إلى العاطفة، وإلى دفء الحب وحنانه كما هي البطلة "زكية" عند حوحو في غادة أم القرى.
صحيح أن المرأة آنذاك مغيبة ليس لها حضور؛ سوى في ذلك النزر اليسير من القصص القصيرة، وكأن غياب الرواية صورة لغياب المرأة؛ فحين انعقد العزم على حضورها في الواقع بالدعوات الجادة إلى تعليمها كان رسم ملامح هذه الدعوات التنويرية في العمل الأدبي - وفي الرواية على الأخص - أدعى إلى قبول الناس ما يبشر به الأدباء والمثقفون من دعاوى الإصلاح وإنماء المجتمع.
والذي يظهر من جهد أدباء هذه المرحلة إصرارهم على مواجهة التقاليد التي تحول دون نهوض مجتمعهم، وسعيهم إلى إبانة ما يتصل بالدين من القيم السامية النبيلة التي تحث المرأة على الحشمة والبعد عن مواضع التبذل والشبه والإغراء، وذلك الذي يتصل بالتقاليد الموروثة التي ينميها الجهل، ويزيدها الخيال الشعبي شراسة وقوة، ويؤكدها انتفاع فئة تزايد على الحفاظ على المجتمع من السقوط في التحلل - كما تزعم - وهي في حقيقة الأمر تنافح عن مصالحها ومنافعها من موات الوعي، ومن غفلة العقل، ومن خطر اليقظة الدينية الواعية بما يدعو إليه الكتاب والسنَّة.
فبعد أن نافحت "فكرة" عند السباعي عن شخصية المرأة النموذج؛ متكفلة بالتبصير أو الشروح والمداخلات مع الواقع الرافض يرسم حوحو صورة مناقضة تماماً للبطلة السابقة القوية القادرة على المحاجة والملاسنة؛ لأنها مستنيرة متعلمة؛ بينما يقدم "أحمد رضا حوحو" بطلته "زكية" في حالة من الضعف والاستسلام لمقولات واقعها المكي - حسب زعمه - غير قادرة على الاحتجاج عليه إلا برفضه جملة وتفصيلاً بسبيل واحد هو الهرب منه بالموت؛ فكأن موتها وموت حبيبها في وقت واحد في ختام أحداث هذه الرواية القصيرة "غادة أم القرى" إعلان بالعجز عن المواجهة، وانتصار للشر على الخير، رغبة من القاص في دفع القارئ إلى المشاركة الإنسانية لبطليه، وأن الشر حين يستطير ويبلغ حده الأقصى أقرب إلى انقشاع غمته، متفقاً هذه مع قول الشاعر:
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها
فرجت .. وكنت أظنها لا تفرج
أو أن زيادة الإيلام ادعى إلى البحث عن حلول الإشكال كبير كذلك الذي أودى ب"زكية" مخبولة ثم ميتة؛ ولا شك أن في سياق الرواية ما يشي ببعض منهج "جورجي زيدان" ويتبين ذبلك من مسمى الرواية، ثم من إقامة بنائها الموضوعي على الغرام، ثم في النهايات البائسة، وفي تأزيم الموقف حتي يضيق على البطلة فلا يكون لها منجاة من سوء الأقدار في كل الأحوال.
ويبلغ بالقاص الإسراف في النقد فيخرج به من شفافية الخيال إلى محادثة البيئة التي تحجب عن بطلته المعرفة، وتحجب عنها حقها في المشاركة في اتخاذ قرار مصيري لاختيار زوجها "أأقف على خطوة منك ولا أستطيع أن أريك وجهي ولا أسمعك صوتي وأنا المتلهفة الولهى" ولا يرى بأساً في مهاجمة الحجاب، وفي القسوة على المحافظة دون تفريق بين ما يحسن بالمرأة بالتحلي به، أو التخلي عنه.
وهذا يدل على اضطرابه وخوفه وقلقه من حيطه، فهو بين مستسلم لأفكاره المدينية الحديثة وبين وجل ممن حوله يلاطفهم بعبارات فضفاضة تطفئ شكوكهم في أفكاره.
وخلاصة القول:
لقد سعى هذا الأديب التنويري مجتهداً لإعلاء قيم إنسانية خيرة بثها في قصصه القصيرة وفي مقالاته، وإلى التبشير بمستقبل إنساني أكثر تسامحاً وعدلاً ومحبة، وأبعد عن الاستسلام لهيمنة التقاليد وسوءات موروثة دون تفكير واع في انسجامها مع ضرورات الحياة الحديثة.
وهو في هذه البيئات من حوله في حيرة من أمره وتلح عليه واجبات ملزمة؛ جهاد بالقلم، وجهاد بالجسد، وتوجه إلى الحرية والنور؛ وقد كان بالفعل شهيداً لهذه المبادئ السامية فحق له الخلود في الحجاز كما حق له الخلود في أرض المليون شهيد الجزائر، وهو بعد لم يتجاوز أربعة وأربعين عاماً من عمره الغني الزاخر بالكفاح والإبداع والمغامرة.
الهوامش:
1) أحمد رضا حوحو: ولد عام 1330ه 1912م في قرية سيدي عقبة على بعد بضعة أميال من مدينة (بسكرة) وتعليم بها ثم انتقل إلى مدين (سكيكدة) والتحق بمدرستها الثانوية حيث حذقا الفرنسية.
وفي عام 1934- 1354ه انتقل مع أسرته إلى المدينة المنورة ودخل مدرسة العلوم الشرعية وتخرج فيها عام 1939م، عمل في المنهل، ثم في مديرية البرق والهاتف بمكة المكرمة، وفي عام 1946م عاد إلى الجزائر بعد أن قضى في الحجاز اثني عشر عاماً، شارك في النضال ضد الفرنسيين، وأصدر جريدة الشعلة، وقام برحلات إلى الدول الاشتراكية، وفي أثناء الثورة ألقى القبض عليه وأعدم في 29مارس 1956م - 1376ه.
أنظر عن حياته: المنهل الفضي 1374ه - 1954م حيث ترجم له عبد القدوس الأنصاري ترجمة وافية.
: معجم المطبوعات، د. علي جواد الطاهر ج1، ص 260-
261.وأنظر: القصة القصيرة في الأدب الجزائري المعاصر، ص
2.32) صوت الحجاز، عدد 12في 1351/2/22ه ص7، وقد ورد في مصادر عدة أن الفقي يوقع ب " 1بن جلا" و"أنا". وأشار إلى هذا الشيخ حمد الجاسر في سوانحه.
3) صوت الحجار، عدد 37، في 1351/8/21ه ص
4.7) المنهل ج 11و 12شوال وذو القعدة 1357ه نوفمبر وديسمبر 1938م ص
5.50) المنهل ج 5ربيع ثاني 1358ه مايو 1939م ص
6.184) المصدر السابق.
7) أنظر: القصة القصيرة في المملكة العربية السعودية، سحمي الهاجري، ص
8.155) غادة أم القرى، ص49، أحمد رضا حوحو، المؤسسة الوطنية للكتاب، الجزائر، ط2، 1988م
(9) دار خلاف طويل حول هذه الرواية، هل تعد جزائرية أم سعودية؛ ويذهب عدد من النقاد الجزائريين إلى أنها من بواكير الأعمال القصصية الجزائرية، كما ذكر ذلك. د.عبدالله ركيبي في كتابه "القصة القصيرة في الأدب الجزائري المعاصر"، القاهرة ص
198.ولأن الكاتب أقام سنين عدة من الحجاز، وتأثير بقضايا البيئة التي عاش فيها كما تبين في الرواية، وفي قصص قصيرة كثيرة، وكان له أثر جيد في إثراء الحركة الثقافية فإن هذه الرواية بما حفلت به من تصوير عميق للتقاليد في الحجاز ما قبل منتصف القرن الهجري الماضي ومن عاطفة جياشة في معالجتها لا يمكن إلا أن تعد من نتاج البيئة التي أفرزتها.
(10) رواية: غادة أم القرى، ص
27.(11) السابق، ص
31.(12) يقول أحمد بوشناق المدني كاتب مقدمة الرواية: "والأستاذ الجريء أحمد رضا حوحو بنشأته الأولى في بيئة تباين بيئتنا هذه، ثم بثقافته الفرنسية الحرة، وبما نعرفه فيه من موهبة النقد الجريء، ودقة الملاحظة، وفهمه الصحيح لحياتنا باندماجه فيها خير من يحمل على عاتقه هذا الواجب المقدس يرشدنا بقصصه الممتعة إلى مواطن الضعف ونواحي الألم" ص
18.(13) انظر ص27، وص 32حيث ذكر أن الحب جريمة أيضاً ولو كان طاهراً نقياً.
(14) غادة أم القرى، ص
32.(15) السابق، ص30، وثمة ملحوظات لغوية ونحوية لا تخفى على القارئ الفطن، انظر ص82، 74انظر: حديث القاص عن مجيء الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - للصلاة في الحرم المكي الشريف صلاة المغرب، ويسميه القاص "الملك ابن السعود" وذلك بعد أن استقر به المقام في مكة بعد استعادتها عام 1343ه؛ وما تخلل ذلك من وصف غير بعيد عن الحقيقة، في سياق أقرب إلى التوثيق التاريخي. الصفحات من ص 53إلى
60.(16) رواية: فكرة، ص
38.(17) السابق، ص
38.(18) السابق، ص
38.(19) انظر: صورة المرأة في القصة السعودية للدكتور محمد العوين، ج 2ص 1150مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، ط1، 1423ه.