عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي ابن باديس الصنهاجي

بقلم: محمد بن رزق الطرهوني-

رئيس جمعية العلماء المسلمين بالجزائر، من بدء قيامها سنة 1931 م، إلى وفاته(1).

ولد في قسنطينة سنة ثمان وثلاثمائة وألف.

حفظ القرآن على الشيخ محمد المداسي وأسلمه والده للشيخ أحمد أبو حمدان الونيسي فتربى على يديه. وأتم دراسته في الزيتونة بتونس.

ومن شيوخه الذين درس عليهم واستفاد منهم محمد الطاهر بن عاشور المفسر صاحب التحرير والتنوير في التفسير (2)، ومحمد النخلي القيرواني ومحمد الخضر حسين والصالح النيفر.

وحج وزار لبنان وسوريا ومصر في رحلة العودة وأجازه الشيخ بخيت بشهادة العالمية من الأزهر.

قام بتدريس تفسير القرآن بقسنطينة في خمس وعشرين سنة فاحتفلت الجزائر بختمه له في الثالث عشر من ربيع الثاني سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وألف من الهجرة وكان للشيخ محمد البشير الإبراهيمي كلمة في ذلك قال فيها:

أتم الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير الكتاب الكريم درسا على الطريقة السلفية.

وبعد أن ذكر الآلوسي وصديق حسن خان ومحمد عبده والأفغاني ورشيد رضا كرواد للنهضة الحديثة قال:

ثم جاء أخونا وصديقنا الأستاذ الشيخ عبد الحميد بن باديس قائد تلك النهضة بالجزائر بتفسيره لكلام الله على تلك الطريقة وهو ممن لا يقصر عمن ذكرناهم في استكمال وسائلها من ملكة بيانية راسخة وسعة اطلاع على السنة ... .. الخ. (3)

يقول توفيق شاهين: وهو مفسر ممتاز له استقلاله في الفهم والرأي يقرأ التفاسير ثم يجعل من عقله مصفاة لها، فلا يخرج منها إلا ما صح ونفع ولاءم العصر، وصدق الخبر، مع حسن عرض، واستنباط واع، واستنتاج للعبرة، وحث على سنة، وإخماد لبدعة، في أسلوب عصري، وتطويل غير ممل وإيجاز غير مخل. (4)

أصدر عدة مجلات عطلت كلها إلا مجلة (الشهاب) وهي علمية دينية أدبية، صدر منها في حياته نحو خمسة عشر مجلدا.

وكان شديد الحملات على الاستعمار، وحاولت الحكومة الفرنسية في الجزائر إغراءه بتوليته رياسة الأمور الدينية فامتنع واضطهد وأوذي. وقاطعه إخوة له كانوا من الموظفين، وقاومه أبوه، وهو مستمر في جهاده. وأنشأت جمعية العلماء في عهد رياسته كثيرا من المدارس.

فشلت محاولة لاغتياله ليلا بعد انصرافه من المسجد وعفا عن المجرم.

توفي بقسنطينة في حياة والده في الثامن من ربيع الأول سنة تسع وخمسين وثلاثمائة وقيل مات مسموما.

كان يقول: شغلنا تأليف الرجال عن الكتب.

له:

تفسير القرآن الكريم: نشرت نبذ منه ثم جمع تفسيره لآيات من القرآن باسم مجالس التذكير وطبع ونشر في الجزائر (5).

تفسير آيات من سورة الفرقان: نشرها له أحمد بو شمال في ذكرى وفاته.

كتاب العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية: من إملائه طبعت بتعليق محمد الصالح رمضان

وله أيضا:

آثار ابن باديس. طبعت في أربعة مجلدات، من الهدي النبوي: في شرح الموطأ جمعه توفيق محمد شاهين، من رجال السلف ونسائه، أحسن القصص، مجموعة من المقالات السياسية والاجتماعية، مجموعة خطب ومقالات.

الهوامش:

(1) مصادر ترجمته: معجم المفسرين 1/ 259، إتجاهات التفسير في العصر الحديث 277، معجم أعلام الجزائر 28، الأعلام 3/ 289، نهضة الجزائر الحديثة 2/ 48، مجلة المنهل 26/ 362، جريدة أم القرى 25 ربيع الأول 1359 هـ، معجم المؤلفين 2/ 66، الإمام عبد الحميد بن باديس لمحمود قاسم، مقدمة آثار ابن باديس، تعريف بالإمام عبد الحميد بن باديس (ملحق بتفسيره).

(2) انظر شيخ الجامع الأعظم محمد الطاهر عاشور ص: 29، وتأتي ترجمته.
(3) صدر بمناسبة هذا الاحتفال عدد خاص من مجلة الشهاب ذكرت فيه هذه الكلمة وهو العدد 4 المجلد 14 سنة 1357 هـ.
(4) تعريف بالإمام عبد الحميد بن باديس ص: 709.

(5) وطبعته دار الفكر طبعة ثانية باسم تفسير ابن باديس في مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير.

آخر التغريدات:

    Message: Invalid or expired token., Please check your Twitter Authentication Data or internet connection.